شرح ازدهار الدولة المغربية المرابطون والموحدون + pdf
مقدمة
عرف المغرب خلال العصر الإسلامي دولتين قويتين، هما الدولة المرابطية والدولة الموحدية، وقد بلغ في عهدهما أقصى امتداد جغرافي وحضاري.
أصل تسمية المرابطين
يرجع اسم المرابطين إلى الفقيه عبد الله بن ياسين الجزولي، الذي دعا قبائل لمتونة الصنهاجية للإسلام الصحيح، وأطلق على أتباعه اسم المرابطين لالتزامهم رابطته.
عبد الله بن ياسين: فقيه من سوس، نشر الإسلام بين الصنهاجيين، وتوفي سنة 1059م.
مراحل تطور الدولة المرابطية
مرحلة التأسيس (1042–1060م)
أسسها عبد الله بن ياسين بعد توحيد قبائل لمتونة، وتميزت بالقضاء على دولة بورغواطة والتوسع جنوبًا حتى السنغال.
مرحلة القوة (1060–1106م)
قادها السلطان يوسف بن تاشفين، الذي أسس مدينة مراكش، ووصل بالدولة لأوسع امتداد جغرافي يشمل المغرب والأندلس بعد معركة الزلاقة سنة 1086م.
مرحلة الضعف (1106–1147م)
بدأت الصراعات الداخلية بعد وفاة يوسف بن تاشفين، فسقطت مراكش في يد الموحدين وانتهت الدولة المرابطية.
الشخصية الرئيسية في الدولة المرابطية

يوسف بن تاشفين (1010–1106م): مؤسس حقيقي للدولة المرابطية، باني مدينة مراكش، ومنظم الجيش وبيت المال. كان قائدًا شجاعًا متواضعًا، ساهم في وحدة المغرب وقوته، وانتصر في معركة الزلاقة بالأندلس.
أصل تسمية الموحدين
سُمّوا الموحدين نسبة إلى مؤسسهم المهدي بن تومرت، الذي دعا الناس إلى عقيدة التوحيد ومحاربة البدع.
مراحل تطور الدولة الموحدية
مرحلة التأسيس (1121–1163م)
بدأت في تينمل على يد المهدي بن تومرت، الذي نشر عقيدة التوحيد بين قبائل المصامدة وواجه المرابطين.
مرحلة القوة (1163–1212م)
بلغت أوجها في عهد أبي يعقوب يوسف ويعقوب المنصور، حيث امتدت من الأندلس إلى تونس، وانتصر الموحدون في معركة الأرك سنة 1195م.
مرحلة الضعف (1212–1269م)
انهزمت أمام المسيحيين في معركة العقاب سنة 1212م، ثم استمرت في الانهيار حتى زوالها سنة 1269م.
الشخصية الرئيسية في الدولة الموحدية

محمد بن تومرت (1083–1130م): عالم أمازيغي من قبيلة هرغة، درس في المشرق ثم عاد إلى المغرب لينشر دعوته. وصف نفسه بالمهدي المنتظر، وأسس الحركة الموحدية، واضعًا أسس دولتهم.
الإشعاع الفكري في عهد الموحدين
برز في عهدهم علماء كبار مثل ابن رشد (1126–1198م): فيلسوف وطبيب وقاضٍ، أسس مذهبًا فلسفيًا عُرف بـ”الرشدية”، وكان له تأثير واسع في الفكر الأوروبي والعربي.
مظاهر المعمار الموحدي

بفضل ثرواتهم، شيّد الموحدون معالم معمارية عظيمة مثل:
- صومعة الكتبية بمراكش
- صومعة حسان بالرباط
- صومعة الخيرالدا بإشبيلية
كما بنوا أبوابًا وحصونًا مثل باب أكناو بمراكش.
خاتمة
شهد المغرب في عهد المرابطين والموحدين قوة عسكرية واتساعًا جغرافيًا كبيرًا، إضافة إلى إشعاع فكري ومعماري ترك بصمة حضارية بارزة.