التدريب على كتابة سيرة ذاتية او غيرية + pdf
التدريب على كتابة سيرة ذاتية او غيرية
الدرس اللغوي: السيرة الذاتية والسيرة الغيرية
تُعدّ السيرة من أبرز الفنون النثرية في الأدب، لأنها تُعرّف القارئ بحياة الأشخاص وتجاربهم، وتُظهر كيف يواجه الإنسان مواقف الحياة المختلفة. وتنقسم إلى نوعين رئيسيين: السيرة الذاتية والسيرة الغيرية.
تعريف السيرة
السيرة هي مهارة أدبية تُصوّر للقراء حياة شخصٍ معيّن، مبيّنةً أهم تفاصيلها ومحطّاتها البارزة، وقد تكون بقلم صاحبها نفسه أو بقلم شخص آخر.
تنقسم السيرة إلى نوعين:
- سيرة ذاتية.
- سيرة غيرية.
السيرة الذاتية
1. تعريفها
السيرة الذاتية هي فن أدبي يعبّر فيه الكاتب عن حياته، فيحكي أهم الأحداث والتجارب التي مرّ بها في مرحلة معينة أو طوال حياته.
يكتبها عادةً بضمير المتكلم (أنا)، وقد يستعمل بعض الكتّاب ضمير الغائب كما فعل طه حسين في كتابه الأيام.
ويلتزم الكاتب في سيرته الذاتية بقول الحقيقة، حتى لو تضمّنت أخطاءه، ليستفيد القارئ من تجربته.
2. خصائص السيرة الذاتية
- تُكتب بضمير المتكلم (أنا).
- تروي أحداثًا عاشها الكاتب شخصيًا.
- تتضمّن الزمان والمكان والظروف التي وقعت فيها الأحداث.
- يظهر فيها الجانب النفسي والوجداني للكاتب.
- تتنوّع بين السرد والوصف والتعليق الشخصي.
3. مثال من السيرة الذاتية
فتحتُ عينيّ فإذا أنا في منزلٍ قديمٍ يحيطُ به الغموض والإبهام… كانت حديقةٌ كبيرةٌ تقعُ خلفه كثيرًا ما أطلّ عليها من النافذة… وكان البيتُ يتألّفُ من ثلاثة أدوارٍ كثيرة الأبواب… أما الأشخاص الذين كانوا معنا: أبي وأمي والخادمة، فقد كانوا كائناتٍ عاديةً…
هذا النصّ يُعبّر عن بداية الطفولة كما رواها الكاتب بأسلوب حسيّ ووصفيّ.
4. خطوات كتابة السيرة الذاتية
أ. استرجاع الأحداث
يتذكر الكاتب الأحداث التي عاشها بالتفصيل أو بشكل مختصر حسب أهميتها.
ب. تحديد مدى الاسترجاع
يعود الكاتب بذاكرته إلى الماضي، لكن عليه أن يحدّد نقطة البداية (الطفولة، الشباب، حادثة معينة…).
ويُفرّق بين:
- المدى القريب: أحداث حديثة.
- المدى المتوسط: مرحلة وسطى من الحياة.
- المدى البعيد: الطفولة أو بداية الحياة.
ج. تحديد سعة الاسترجاع
وهي مقدار الأحداث التي يسترجعها الكاتب، فقد تكون قصيرة أو طويلة.
مثال: في رجوع إلى الطفولة لـ ليلى أبو زيد، المدى هو مرحلة الطفولة، والسعة هي كل الأحداث التي عاشتها في تلك المرحلة.
د. صياغة الأحداث
بعد التذكر، يجمع الكاتب الأحداث ويصوغها في شكلٍ حكائي مشوّق، إما بترتيبها الزمني، أو بتقديم وتأخير، مع إضافة الوصف والتعليق ليُضفي على السيرة طابعًا فنيًا.
السيرة الغيرية
1. تعريفها
السيرة الغيرية هي فن أدبي يروي فيه الكاتب حياة شخصٍ آخر بارزٍ في المجتمع أو مشهورٍ بإنجازاته، معتمدًا على مصادر متعددة وموثوقة، ملتزمًا الحياد والموضوعية.
تُكتب بضمير الغائب (هو / هي)، وتُبرز علاقة البطل بالشخصيات الأخرى، والزمان والمكان الذي عاش فيهما.
2. خصائص السيرة الغيرية
- تُكتب بضمير الغائب.
- تعتمد على البحث والتوثيق لا على الذاكرة فقط.
- تلتزم الحياد والموضوعية.
- توظف السرد والوصف لتصوير حياة الشخصية.
- تُظهر الجانب الإنساني والاجتماعي للشخصية.
3. مثال عن السيرة الغيرية
وُلد الرسول محمد بن عبد الله بمكة عام الفيل… وتوفي أبوه وهو في بطن أمه، وأرضعته حليمة السعدية… عمل بالتجارة، وتزوج من خديجة بنت خويلد… ثم نزل عليه الوحي، ودعا إلى عبادة الله وحده… وهاجر إلى المدينة، وأقام الدولة الإسلامية… وتوفي صلى الله عليه وسلم سنة 11 هـ ودُفن في المدينة المنوّرة.
4. قواعد يجب مراعاتها في السيرة الغيرية
- لا يجوز استعمال صفات زمنٍ لاحق في البداية (مثل: الفنان المبدع وُلد… لأنّه لم يكن مبدعًا عند ولادته).
- لا تُستعمل الأعمال الأدبية أو الفنية للحكم على الشخصية.
- يجب الابتعاد عن الخطابة والوعظ.
- ينبغي إحياء الشخصيات الثانوية دون أن تتفوّق على البطل الرئيسي.
5. خطوات كتابة السيرة الغيرية
أ. انتقاء الشخصية
يختار الكاتب شخصية معروفة ومؤثرة في مجالٍ معين أو مرحلةٍ تاريخية مهمة.
ب. جمع المعلومات
يبحث الكاتب عن كل ما يتعلّق بالشخصية من مصادر موثوقة (كتب، وثائق، شهادات، مقابلات…).
ج. ترتيب المعلومات
يُنظّم الكاتب المعلومات حسب مراحل حياة الشخصية:
- الميلاد والنشأة.
- الصفات الشخصية.
- الأعمال والإنجازات.
- النهاية أو المصير.
رابعًا: الفرق بين السيرة الذاتية والسيرة الغيرية
وجه المقارنة | السيرة الذاتية | السيرة الغيرية |
---|---|---|
الكاتب | يكتب عن نفسه. | يكتب عن شخص آخر. |
الضمير المستعمل | ضمير المتكلم (أنا). | ضمير الغائب (هو/هي). |
المصادر | الذاكرة الشخصية. | مصادر متعددة وموثوقة. |
الغاية | الاعتراف والتعبير عن الذات. | التعريف بالشخصية وإبراز قيمتها. |
الأسلوب | ذاتي وجداني. | موضوعي وواقعي. |
خاتمة
إنّ فن السيرة بأنواعه يُعدّ من أكثر الفنون الأدبية إنسانية وصدقًا، لأنه يعبّر عن حياة الإنسان وتجربته، سواء رواها بنفسه في السيرة الذاتية، أو رواها عنه غيره في السيرة الغيرية.
وفي كلتا الحالتين، تبقى السيرة وثيقةً أدبيةً وإنسانيةً تُسهم في فهم الذات والمجتمع.