شرح درس الضغط الاستعماري على المغرب + PDF
مقدمة
مارست أوروبا ضغوطًا كبيرة على المغرب حتى انتهى الأمر بفرض الحماية عليه في بداية القرن العشرين.
فما سبب دخول فرنسا إلى المغرب؟ وما نوع الضغوط الأوروبية؟ وكيف حاول المغرب الإصلاح؟ ولماذا فشلت الإصلاحات ففُرضت الحماية؟
سبب دخول فرنسا إلى المغرب
السبب الرئيسي هو دعم المغرب للمقاومة الجزائرية ضد فرنسا بالمال والسلاح، مما عرقل خطط فرنسا في احتلال الجزائر.
استمرار السلطان المغربي مولاي عبد الرحمن بن هشام مساعدة الأمير عبد القادر حتى بعد تهديد فرنسا.
هرب الأمير عبد القادر إلى المغرب، فواجه الجيش الفرنسيُ الجيشَ المغربي على الحدود. انهزم المغرب بسبب ضعف تجهيزاته العسكرية، فزاد طمع فرنسا في المغرب.
الضغوط العسكرية الأوروبية

بعد هزيمة المغرب في معركة الحدود، أرسل السلطان ابنه محمد الرابع لمواجهة الفرنسيين في معركة إيسلي سنة 1844م فخسر، ثم فُرضت معاهدة اللمغنية سنة 1845م التي قلّصت حدوده مع الجزائر الفرنسية.
كما استغل الإسبان ضعف المغرب، فاحتلوا الجزر الجعفرية سنة 1848م، ثم خاضوا حرب تطوان سنة 1860م التي انتهت بهزيمة المغرب وفرض غرامات مالية كبيرة أدّت إلى تراكم الديون.
التهافت الاستعماري على المغرب
مع تزايد ضعف المغرب، تنافست الدول الأوروبية لفرض معاهدات اقتصادية وسياسية لصالحها، من أبرزها:
- المعاهدة البريطانية المغربية (1856م): فرضت رسومًا جمركية منخفضة ومنحت امتيازات كبيرة للأجانب.
- الاتفاقية المغربية الإسبانية (1861م): منحت الإسبان حق امتلاك أراضٍ وصيد في السواحل المغربية.
- المعاهدة المغربية الفرنسية (1863م): زادت من نفوذ فرنسا وكرّست نظام “الحماية الفردية”.
- اتفاقية مدريد (1880م): أكدت الامتيازات السابقة ومنحتها صبغة قانونية دولية.
محاولات الإصلاح وفشلها
حاول السلطانان محمد بن عبد الرحمن والحسن الأول إصلاح الدولة عبر محاور متعددة:
- عسكريًا: تكوين جيش نظامي وشراء أسلحة حديثة.
- إداريًا وماليًا: إصلاح الضرائب بفرض “ضريبة الترتيب” على الجميع.
- اقتصاديًا: تطوير الزراعة وإصدار عملة جديدة.
لكن هذه المحاولات فشلت لأسباب:
- خارجية: عرقلة الدول الأوروبية لهذه الإصلاحات، خصوصًا فرنسا.
- داخلية: معارضة العلماء والفلاحين الذين رأوا في الإصلاحات خطرًا على الدين والمجتمع.
كما زاد نظام “المحميين” من ضعف الدولة، إذ جعل بعض المغاربة تحت حماية الأوروبيين خارج سلطة المخزن.
مراحل فرض الحماية
- 1902م: اتفاق فرنسي–إيطالي (ليبيا لإيطاليا مقابل المغرب لفرنسا).
- 1904م: الاتفاق الودي بين فرنسا وبريطانيا (مصر لبريطانيا مقابل المغرب لفرنسا).
- 1904م: اتفاق فرنسي–إسباني لتقاسم النفوذ في المغرب.
- 1905م: زيارة قيصر ألمانيا لطنجة دعمًا لاستقلال المغرب.
- 1906م: مؤتمر الجزيرة الخضراء (اعتراف شكلي باستقلال المغرب مع امتيازات لفرنسا وإسبانيا).
- 1911م: أزمة أكادير بين فرنسا وألمانيا.
- 1912م: معاهدة فاس (30 مارس) التي فرضت الحماية الفرنسية رسميًا.
خط زمني الضغط الاستعماري على المغرب

كيف ساهم فشل الإصلاحات في فرض الحماية؟
أدّى فشل الإصلاحات إلى تدهور الأوضاع: ضعف الإنتاج، غلاء الأسعار، عجز السكان عن دفع الضرائب، وزيادة عدد المحميين.
اندلعت ثورات مثل ثورة بوحمارة، إضافة إلى صراعات على الحكم. هذه الأوضاع دفعت السلطان عبد الحفيظ للتوقيع على معاهدة فاس سنة 1912م.
خاتمة
أفضت الضغوط الأوروبية المستمرة إلى خضوع المغرب للحماية الفرنسية سنة 1912م، لكن الشعب المغربي لم يستسلم، بل قاوم الاستعمار بقوة لسنوات طويلة.