شرح درس خريطة الإمبراطورية العثمانية في أقصى امتدادها + pdf
الإمبراطورية العثمانية في أقصى امتدادها (اتساعها)
مقدمة
ظهرت الدولة العثمانية في القرن الثالث عشر الميلادي، وكانت من أقوى الإمبراطوريات التي تركت أثرًا كبيرًا في التاريخ.
- فما هي ظروف نشأتها؟ وما مراحل بنائها وتوسعها؟ وما العوامل المفسرة لاتساعها الجغرافي؟
ظروف نشأة الدولة العثمانية
نشأت الدولة العثمانية في ظروف قاصية ففي الربع الأول من القرن 13م هاجرت عدة قبائل تركية (من بينها قبيلة آل عثمان) من منطقة شمال بحر قزوين و استقرت في آسيا الصغرى (الأناضول) و ذلك خوفا من بطش الإمبراطورية المغولية.

كما تلاحظ في الخريطة أعلاه أن آسيا الصغرى هي منطقة توجد في أقصى غرب القارة الآسيوية يحدها البحر الأسود من الشمال و البحر الأبيض المتوسط من الجنوب ، فبعد استقرار هذه القبائل باسيا الصغرى نشؤوا النواة الأولى للدولة العثمانية بزعامة عثمان بن ارطغرل.
مراحل بناء و توسع الدولة العثمانية
مرت الدولة العثمانية بثلاثة مراحلة تعاقب عليها عدة حكام عملو على توسيع نفودها ، كما يلي.

المرحلة الأولى : بناء و توسيع الدولة العثمانية:
تميزت هذه المرحلة بتأسيس الامارة العثمانية سنة 1298م/1300م على يد عثمان بن ارطغرل و توسيع نفوذها من قبل أورخان على حساب الامبراطورية البيزنطية رغم الحصار الشديد الذي كان يمارسه صلاجقة الروم و البيزنطيين على الدولة العثمانية.
المرحلة الثانية من التوسعات العثمانية:
في هذه المرحلة تمكنت الدولة العثمانية من الهيمنة على اسيا الصغرى و بداية التوغل في أوروبا عبر القضاء على صلاجقة الروم و الامبراطورية البيزنطية باحتلال عاصمتها القسطنطينية سنة 1453م ، و هذه التوسعات تمت بفضل جهود العديد من السلاطين من أبرزهم مراد الأول الذي انتصر في معركة كوسوفو على الصرب و البوصنة و محمد الثاني الملقب بمحمد الفاتح لأنه فتح القسطنطينية التي كانت مشهورة بالفجور و الكفر.
المرحلة الثالثة من التوسعات العثمانية:
في هذه المرحلة عرفت الامبراطورية العثمانية أوج قوتها بحيث تمكنت من القضاء على الدولة الصفوية في ‘معركة جالديران’ و هزيمة دولة المماليك في ‘معركة مرج دابق’ بقيادة السلطان سليم الأول، كما تمكنت الدولة العثمانية في عهد السلطان سليمان القانوني من السيطرة على وسط أوروبا في عدة معارك أشهرها معركة موهاكس الحاسمة كما تمكن سليمان القانوني من ضم العراق و شبه الجزيرة العربية و الخليج و شمال أفريقيا باستثناء المغرب.
العوامل المفسرة للتوسعات العثمانية
تقوم الإمبراطورية العثمانية على عدة أسس تنظيمية محكمة في المجال الإداري و العسكري مما جعلها تنمو و تتوسع بشكل مستمر.
التنظيم الاداري:
تميزت إدارة الدولة العثمانية بتنظيم محكم هرمي الشكل اذ يترأسه السلطان الملقب بالباب العالي و هو أعلى منصب يجمع بين السلطة الدينية و الدنيوية ، و يأتي بعده مساعديه كالصدر الأعظم وهو ثاني أهم منصب بعد الباب العالي مهمته مساعده السلطان في الأمور السياسية و الاشراف على مختلف شؤون الدولة و المفتي الذي يساعده في الشؤون الدينية و كبار قادة الجيش الانكشاري الذين يساعدونه في الشؤون العسكرية، بالإضافة الى مناصب أخرى كالدفتر دار المكلف بالشؤون المالية و مجلس الديوان الذي يقدم اقتراحات للسلطان و الصدر الأعظم و غيره من وزراء الباب العالي و الدواوين و الكتاب و الموظفين الإداريين.
التنظيم العسكري:
كانت الإمبراطورية العثمانية تعتمد بشكل شبه كامل في حروبها على فرق جيش الانكشارية ، و هو عبارة عن جيش قوي تم تكوينه في عهد السلطان اورخان ، تم تشكيله من أطفال المسيحيين وأسرى الحروب الذين فصلوا عن كل ما يذكرهم بجنسهم و أصلهم و تمت تربيتهم تربية إسلامية بحيث لا يعرفون أبا لهم من غير السلطان و لا حرفة الا الجهاد.
خاتمة
ساهمت ظروف النشأة والتنظيم المحكم والمراحل المتتالية للتوسع في بناء إمبراطورية عثمانية قوية امتد نفوذها عبر ثلاث قارات.