شرح درس ظاهرة الأنظمة الديكتاتورية pdf السنة الثالثة اعدادي
مقدمة
فُرضت على الدول المنهزمة في الحرب العالمية الأولى، عقوبات قاسية أثقلت كاهل اقتصاداتها و زادت من تدهور الأوضاع الاجتماعية. في ظل هذا السياق المضطرب، وجدت الأنظمة الديكتاتورية أرضًا خصبة للنمو والانتشار وعلى رأسها النظام النازي بألمانيا.
- فما هي ظروف ظهور النازية بألمانيا؟ وما هي خصائص نظام الحكم النازي؟ وكيف أطبق منهجية الدراسة البيوغرافية على شخصية هتلر؟
ظروف صعود النازية في ألمانيا
مرت ألمانيا بظروف اقتصادية صعبة للغاية بعدما فرضت عليها معاهدة فرساي سنة 1919م ، مما أذى إلى اضطراب الأوضاع السياسية في عهد جمهورية فيمار، فساعدت هذه الأوضاع المضطربة بالبلاد إلى تأسيس الحزب الوطني الاشتراكي النازي للعمال الألمان، و بقيت الأوضاع كما هي حتى وصول سنة 1923م حيت حاول هتلر الانقلاب على السلطة لكنه فشل فتم سجنه.
بعد خروجه من السجن، غيّر هتلر استراتيجيته، وبدلًا من القوة، قرر الدخول إلى السلطة عبر الانتخابات. ومع تفاقم الأزمة الاقتصادية العالمية عام 1929، التي زادت من معاناة الألمان، بدأ حزبه يكتسب تأييدًا واسعًا. الشعب الذي كان يبحث عن مخرج من أزماته وجد في خطاب هتلر القومي والشعبوي بارقة أمل. وبفضل هذه الظروف، تمكن من الوصول إلى السلطة سنة 1933، ممهدًا الطريق لنظام شمولي غيّر مجرى التاريخ.
مظاهر تطبيق الديكتاتورية في المانيا
بعد فوز الحزب النازي في انتخابات عام 1932، تم تعيين أدولف هتلر مستشارًا لألمانيا في 30 يناير 1933. وبمجرد توليه هذا المنصب، حصل على صلاحيات واسعة من البرلمان، واستغلها لفرض سيطرته على الحكم من خلال سلسلة من الإجراءات التي مهدت لتحويل النظام إلى ديكتاتوري.
أول ما قام به كان حل النقابات العمالية المستقلة، ثم تبع ذلك بحظر الحزب الاشتراكي، أحد أبرز معارضي النازية. وبعدها أُقرّ قانون يمنع وجود أي أحزاب سياسية أخرى، مما فرض واقع الحزب الواحد، وهو الحزب النازي.
هذه الخطوات مهدت الطريق لفوز الحزب بنسبة ساحقة بلغت 92.2% في الانتخابات التي أُجريت في 12 نوفمبر 1933، وهو ما عزز من قبضة هتلر على السلطة. وفي العام التالي، أي سنة 1934، نجح في توحيد منصبي المستشار والرئيس في شخصه، مما منحه سلطة مطلقة. بعد ذلك، بدأ بتنفيذ خطته لتحويل ألمانيا من دولة فدرالية إلى دولة مركزية، تتحكم فيها سلطة الحزب النازي وحده.
جوانب من السياسة الاقتصادية و الاجتماعية لألمانيا النازية
السياسة الاقتصادية : نهج هتلر نظام الاقتصاد الموجه، حيث أعطى اهتماماً بالغاً للمشاريع الكبرى وصناعة الأسلحة. من خلال تطبيق مخططين رباعيين، بدأ في تنفيذ المخطط الأول من سنة 1933 واستمر الى سنة 1936، وبعده الثاني من سنة 1937 واستمر الى سنة 1940. حيث قد كان الهدف الأساسي من هذه المخططات تنشيط الاقتصاد الوطني وتعزيز القدرات العسكرية للدولة.
السياسة الاجتماعية : استطاع هتلر بفضل سياسته من تقليص معدلات البطالة. حيث تراجع عدد العاطلين من 5,574,000 عاطل سنة 1932 إلى حوالي 38,000 عاطل سنة 1939، وذلك نتيجة اعتماد الدولة على الأشغال الكبرى مثل بناء المطارات والطرق والسكك الحديدية التي تتطلب توظيف عدداً كبيراً من العمال.
علاوة على ذلك، تبنى النظام النازي سياسات عنصرية متطرفة، اذ كان بمجد العرق الآري الألماني على حساب الأعراق الأخرى. وقد شملت هذه السياسات فرض قيود صارمة على الزواج، من خلال منع زواج ذوي الإعاقات والأمراض الوراثية للحفاظ على ما نقاء الشعب الألماني.
سيرة هتلر
ولد هتلر سنة 1889م في النمسا و التحق بالجيش الألماني سنة 1914م للمشاركة في الحرب العالمية الأولى، و بعد انهزام ألمانيا فيها قرر الانخراط في الحزب الوطني الاشتراكي للعمال الألمان سنة 1919م.
تولى رئاسته سنة 1921م فبدأ في محاولة السيطرة على السلطة عن طريق الانقلاب سنة 1923م، لكنه فشل و حكم عليه بالسجن سنة 1924م، فألف كتاب كفاحي الذي انتشر كالنار في الهشيم بين مؤيديه و غيره من الألمان.
و بعد الإفراج عنه قرر العمل بشكل ديمقراطي بالترشح للانتخابات الرئاسية لسنة 1932م لكنه فشل مرة أخرى، و في سنة 1933م تم تعيينه كمستشار و حصل على سلطات واسعة من خلال البرلمان، مما مهد له الطريق لتوغل أكتر في السلطة، ليجمع بين الرئاسية و المستشارية بعد توفي الرئيس سنة 1934م.
فعمل على تحويل الدولة الألمانية إلى دولة دكتاتورية يحكمها حزب واحد و تنهج سياسة اقتصادية موجهة، بتطبيق المخططين الرباعيين اللذان اعتمدا على الأشغال الكبرى للحد من البطالة، و صناعة الأسلحة التي سيستعملها لتحقيق أهدافه التوسعية التي أدت إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية و انتهت بانتحاره سنة 1945م بعد انهزام ألمانيا.
خاتمة
مهدت العقوبات المجحفة المفروضة على ألمانيا الطريق للحزب النازي بزعامة هتلر، الذي سيجر أوروبا والعالم لحرب فتاكة بسبب نهجه لسياسة التوسع المجالي.