تحضير اسم التفضيل صياغته أحواله و عمله + pdf
الدرس النحوي: اسم التفضيل
يُستخدم اسم التفضيل في اللغة العربية عندما نريد أن نُبيّن أن شيئين اشتركا في صفة معينة، لكن أحدهما زاد على الآخر فيها، مثل قولنا:
محمد أكرم من علي، أي أن الاثنين يشتركان في الكرم، لكن محمدًا أكثر كرمًا.
I – تعريف اسم التفضيل وصيغته
قال تعالى:
«وليوسفُ وأخوهُ أحبُّ إلى أبيهما منا.»
في الآية الكريمة نلاحظ أن كلمة (أحبّ) جاءت على وزن (أفعل)، وهي التي تُسمى اسم تفضيل، لأنها تُظهر أن يوسف وأخاه يشتركان في صفة الحب، لكنهما زادا على باقي الإخوة فيها.
الاستنتاج:
اسم التفضيل هو اسم مشتق يدل على أن شيئين اشتركا في صفة واحدة، وزاد أحدهما على الآخر فيها، ويأتي على وزن (أفعل) ومؤنثه (فُعْلى) مثل: أكبر – كبرى، أعظم – عظمى.
II – صياغة اسم التفضيل
أ – الطريقة المباشرة
يُصاغ اسم التفضيل مباشرة من الفعل الثلاثي إذا توفرت فيه الشروط الآتية:
الشرط | التوضيح |
---|---|
أن يكون الفعل ثلاثيًا | مثل: حسُنَ، كرُمَ، علِمَ |
متصرفًا | أي ليس جامدًا مثل (ليس، نعم، عسى) |
تامًا | أي ليس ناقصًا كـ (كان وأخواتها) |
مثبتًا | أي غير منفي |
مبنيًا للمعلوم | أي ليس مبنيًا للمجهول |
قابلًا للتفاوت | أي يمكن أن يزيد أو يقلّ (مثل: كرم، علم، حسن) |
ألا يدل على لون أو عيب أو حِلية | مثل: أحمر، أعور، أعمى |
مثال:
من الفعل (حَكُمَ) نشتق (أحكم) على وزن (أفعل).
الفعل مستوفٍ للشروط، لذلك صيغ اسم التفضيل منه مباشرة.
ملاحظة:
لا يُصاغ اسم التفضيل من الأفعال الجامدة (مثل: ليس، عسى، نعم) ولا من الأفعال غير القابلة للتفاوت (مثل: فَنِيَ).
ب – الطريقة غير المباشرة
عندما ينقص أحد الشروط السابقة، لا يمكن صياغة اسم التفضيل مباشرة، فنستعمل فعلًا مساعدًا تتوفر فيه الشروط (مثل: أشدّ، أكثر، أقوى) ثم نأتي بعده بالمصدر الصريح للفعل غير المستوفي للشروط منصوبًا على التمييز.
مثال:
الشمس أشدُّ حُمرةً في المساء.
هنا الفعل (احمرّ) يدل على لون، فلا يمكن أن نقول (أحمرّ من…)،
إذًا استُعمل الفعل المساعد (أشدّ) وجاء بعده مصدر الفعل (حُمرةً) منصوبًا على التمييز.
الاستنتاج:
عند صياغة اسم التفضيل من فعل غير مستوفٍ للشروط، نأتي بفعل مساعد على وزن (أفعل) مثل: أكثر، أشدّ، أقوى، ثم نأتي بمصدر الفعل منصوبًا على التمييز.
ج – من الفعل المبني للمجهول أو المنفي
إذا كان الفعل مبنيًا للمجهول أو منفيًا، لا يُصاغ منه التفضيل مباشرة، بل يُستخدم الفعل المساعد مسبوقًا بالمصدر المؤول من الفعل.
أمثلة:
- الشرف أحقُّ أن يُضمَّنَ في سلوك الإنسان.
- الإنجاز أجدرُ ألا يُنسى.
نلاحظ أن الفعلين (ضُمِّنَ) و(يُنسى) لا تتوفر فيهما شروط الصياغة المباشرة، لذلك استُعملت الأفعال المساعدة (أحقّ) و(أجدر)، وتلاها المصدر المؤول من الفعل (أن يُضمّن، ألا يُنسى).
الاستنتاج:
يُصاغ اسم التفضيل من الفعل المبني للمجهول أو المنفي بالإتيان بالمصدر المؤول للفعل مسبوقًا بالفعل المساعد على وزن (أفعل).
III – عمل اسم التفضيل
قال تعالى:
«وليوسفُ وأخوهُ أحبُّ إلى أبيهما منا.»
أحبّ: اسم تفضيل رفع ضميرًا مستترًا تقديره (هو) يعود على يوسف وأخيه.
مثال آخر:
- ما شاهدتُ فتاةً أجملَ من فاطمة.
- وأكرمْ بأوطانِ البَرَرَةِ إلى الفتى أُذِنَتْ.
في الجملة الأولى، (أجمل) رفع ضميرًا مستترًا (هو الفاعل).
وفي الثانية، (أكرم) رفع اسمًا ظاهرًا (أوطان).
الاستنتاج:
يرفع اسم التفضيل بعده فاعلًا، وغالبًا ما يكون ضميرًا مستترًا، وقد يكون اسمًا ظاهرًا أحيانًا.
IV – الاستنتاج العام
- اسم التفضيل: اسم مشتق يدل على أن شيئين اشتركا في صفة واحدة، وزاد أحدهما على الآخر فيها.
- وزنه: يأتي على وزن (أفعل)، ومؤنثه (فُعْلى).
- شروط صياغته المباشرة: أن يكون الفعل ثلاثيًا، متصرفًا، تامًا، مبنيًا للمعلوم، قابلًا للتفاوت، غير دال على لون أو عيب أو حِلية.
- الصياغة غير المباشرة: إذا لم تتوفر الشروط، نأتي بفعل مساعد مثل (أشدّ، أكثر، أقوى)، يليه المصدر الصريح أو المؤول للفعل.
- عمله: يرفع فاعلًا (ظاهرًا أو مستترًا).
أمثلة تلخيصية:
نوع الفعل | الطريقة | المثال | المساعد |
---|---|---|---|
ثلاثي مستوفٍ للشروط | مباشرة | عليٌّ أكرمُ من خالدٍ. | – |
يدل على لون | غير مباشرة | السماءُ أشدُّ زُرقةً. | أشدّ |
مبني للمجهول | غير مباشرة | الإنسانُ أحقُّ أن يُكرَّمَ. | أحقّ |
منفي | غير مباشرة | العاملُ أجدرُ ألا يُهمَلَ. | أجدر |
خاتمة
اسم التفضيل من المشتقات المهمة في اللغة العربية، لأنه يُبرز المقارنة والتفاضل بين الأشخاص أو الأشياء في الصفات. وهو يدل على الزيادة في المعنى، ويُعدّ من الأدوات البلاغية التي تُغني اللغة العربية وتمنحها دقة وجمالًا في التعبير.